من جُعبته وينسبه للنّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
أخرج البخاري في صحيحه أنّ أبا هريرة قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أفضل الصدقة ما ترك غنىً ، واليد العليا خيرٌ من اليد السُّفلى ، وابدأ بمن تعول ، تقول المرأة : إمّا أن تُطعمني وإمّا أن تُطلِّقني ، ويقول العبد : أطعمني واستعملني ، ويقول الابن : أطعمني إلى من تدَعُني ، فقالوا : يا أبا هريرة سمعت هذا من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟!
فقال : لا ، هذا من كيس أبي هريرة (١).
أُنظر كيف يبدأ الحديث بقوله : قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثمّ بعد ذلك عندما يُنكرُون عليه ويستفهمونه يعترف بوضعه ويقول : هو من كيس أبي هريرة!
فهنيئاً لأبي هريرة بهذا الكيس المليء بالأكاذيب والأساطير ، والذي وجد له رواجاً عند معاوية وبني أُميّة ، واكتسب من ورائه الجاه والسلطان ، والأموال والقصور ، فقد ولاّه معاوية ولاية المدينة المنوّرة ، وبنى له قصر العقيق ، وزوّجه من المرأة الشريفة التي كان أبو هريرة يخدمها.
وإذا كان أبو هريرة وزير معاوية المقرّب ، فليس ذلك لفضله ولا لشرفه أو علمه ، ولكنّه كان يجد عنده الأحاديث التي يريدها ويروّجها ، وإذا كان بعض الصحابة يتلكّأون في لعن أبي تراب ويجدون في ذلك حرجاً ، فإنّ أبا هريرة لعن علياً في عقر داره وعلى مسمع من شيعته.
روى أبن ابي الحديد قال : لمّا قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام
__________________
١ ـ صحيح البخاري ٦ : ١٩٠ ( كتاب النفقات ، باب وجوب النفقة على الأهل والعيال ).