ورسوله ثمّ ينكث بيعته (١) ، ولا يخلعنّ أحدٌ منكم يزيد ، ولا يشرفنّ أحدٌ منكم في هذا الأمر فيكون صيلماً بيني وبينه (٢).
ولقد قوي بطش يزيد بموالاة عبد الله بن عمر له ، وتحريضه الناس على بيعته ، فجهّز جيشاً بقيادة مسلم بن عقبة من أكابر الفاسقين ، وأمره بالسّير إلى مدينة الرسول ، وأباح له أن يفعل فيها ما يشاء ، فقتل عشرة آلاف من الصحابة ، وسبى نساءهم وأموالهم ، وقتل سبعمائة من حفاظ القرآن على ما يذكره البلاذري ، وهتك الحرمات من الحرائر المسلمات ، حتى ولدن من سفاح أكثر من ألف مولود ، وأخذ منهم البيعة على أنّهم كلّهم عبيد لسيّده يزيد.
أفلم يكن عبد الله بن عمر شريكه في كلّ ذلك إذ عمل على دعمه وتأييده؟ أترك الاستنتاج في ذلك إلى الباحثين!
ولم يقف عبد الله بن عمر عند هذا الحدّ ، بل تعدّاهُ إلى بيعة مروان بن الحكم الوزغ اللّعين ، والطّليق الفاجر الذي حارب عليّاً ، وقتل طلحة ، وفعل الأفاعيل ، من حرق بيت الله الحرام ورميها بالمنجنيق حتّى هدم ركنها ، وقتل
__________________
١ ـ ليت ابن عمر قال هذا لطلحة والزبير اللذين نكثا بيعتهما لعلي وحارباه ، وليت « أهل السنّة والجماعة » عملوا بهذا الحديث في تقسيم الرجال! وإذا كان نكث البيعة من أعظم الكبائر الذي تأتي بعد الإشراك ، فما هو مصير طلحة والزبير اللذين لم ينكثا البيعة فقط ولكنّهما هتكا الأعراض وقتلا الأبرياء ونهبا الأموال وخانا العهد؟؟؟ ( المؤلّف ).
٢ ـ صحيح البخاري ٨ : ٩٩ ( كتاب الفتن ، باب إذا قال عند قوم شيئاً ثمّ خرج فقال بخلافه ) ، مسند أحمد ٢ : ٩٦ ، سنن البيهقي ٨ : ١٥٩.