فيها عبد الله بن الزبير ، وأعمال أخرى يندى لذكرها الجبين.
ثمّ يذهب ابن عمر في البيعة أشواطاً ، ويذهب إلى بيعة الحجّاج بن يوسف الثقفي الزنديق الأكبر ، الذي كان يستهزئ بالقرآن ، ويقول : ما هو إلاّ رجز الأعراب ، ويفضّل على رسول الله سيّده عبد الملك بن مروان!! الحجّاج الذي عرف بوائقهُ الخاص والعام ، حتّى قال المؤرّخون بأنّه انتقض كلّ أركان الإسلام.
ذكر الحافظ ابن عساكر في تاريخه أنّ رجلين اختلفا في الحجّاج قال أحدهما : هو كافر ، وقال الثاني : بل هو مؤمن ضالّ ، ولمّا تعاندا سألاَ الشعبي عنه فقال : إنّه مؤمن بالجُبتِ والطّاغوت وكافر بالله العظيم (١).
هذا الحجّاج المجرم المنتهك لما حرّم الله ، والذي يذكر المؤرّخون بأنّه أسرف في القتل والتعذيب ، والتمثيل بصلحاء الأُمّة والمخلصين ، وخصوصاً منهم شيعة آل محمّد ، فإنّهم لاقوا منه ما لم يُلاقوه من غيره.
يقول ابن قتيبة في تاريخه بأنّ الحجّاج قتل في يوم واحد بضع وسبعين ألفاً ، حتّى سالتْ الدماء إلى باب المسجد وإلى السكك (٢).
ويقول الترمذي في سننه : أحصى ما قتلَ الحجّاجُ صبراً ، فوجد مائة وعشرون ألفاً (٣).
__________________
١ ـ تاريخ ابن عساكر ١٢ : ١٨٧ ، البداية والنهاية ٩ : ١٥٧ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ : ٢١٧.
٢ ـ تاريخ الخلفاء لابن قتيبة ٢ : ٤٠.
٣ ـ سنن الترمذي ٣ : ٣٣٩ ، تاريخ دمشق ١٢ : ١٨٤ ، تاريخ الطبري ٥ : ١٨٣ ، البداية والنهاية ٩ : ١٥٦.