العبّاس ، هم راضون على أهل السنّة ومتّفقون تماماً معهم ، وغاضبون ومُنتقمون من الذين تشيّعوا لعلي بن أبي طالب وبايعوه بالخلافة ، كما بايعوا أولاده من بعده.
وعلى هذا الأساس فإنّ علي بن أبي طالب وشيعته لم يكونوا معدودين عندهم من « أهل السنّة والجماعة » ، وكأنّ هذا الاصطلاح ـ يعني « أهل السنّة والجماعة » قد وُضِعَ في مقابل علي وشيعته ، وهو حسب أعتقادي السَّبب الرئيسي في تقسيم الأُمّة الإسلامية بعد وفاة الرسول إلى سنّة وشيعة.
وإذا رجعنا لتحليل الأسباب ، وكشف الأستار حسب المصادر التاريخية الموثوقة ، لوجدنا أنّ هذا التقسيم ظهر عقيب وفاة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم مباشرة وبدون فصل ، إذ أنّ الأمر استتبّ لأبي بكر باعتلائه منصّة الخلافة ، وأيّدتْه الأغلبيّة الساحقة من الصحابة ، وعارضه علي بن أبي طالب وبنو هاشم ، وقلّة قليلة من الصحابة الذين كانوا في أغلبهم من الموالي.
وبديهي أنّ السلطة الحاكمة أقصت هؤلاء وأبعدتهم واعتبرتهم خارجين من الصفّ الإسلامي ، وعملت كلّ جهودها على شلّ معارضتهم بكلّ الأساليب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
ومن المعلوم أنّ « أهل السنّة والجماعة » اليوم لا يُدركون الأبعاد السياسيّة التي لعبتْ في تلك العصور ، ومدى العداوة والبغضاء التي أولدتها تلك الأدوار الخبيثة في عزل وإبعاد أعظم شخصية عرفها تاريخ البشرية بعد الرسول محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
و « أهل السنّة والجماعة » في هذا العصر يظنّون أو يعتقدون بأنّ الأُمور كانت على أحسن ما يُرام ، وأنّها تدور وفقَ الكتاب والسنّة في زمن الخلفاء