الأُمور التي تخصّ الصلاة اليومية.
ولذلك كان أنس بن مالك يبكي ويقول : والله ما أجد شيئاً ممّا أدركت عليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قالوا : وهذه الصلاة؟ قال : لقد غيرتم فيها ما غيرتم (١).
والغريب أنّ « أهل السنّة والجماعة » يسكتون عن هذه الاختلافات ؛ لأنّ مذاهبهم الأربعة يختلفون فيما بينهم ، فلا يرون بذلك بأساً ، بل يقولون بأنّ اختلافهم رحمة.
ولكنّهم يشنِّعون على الشيعة إذا خالفوهم في أية مسألة ، فتصبح تلك الرحمة نقمة ، ولا يقبلون إلاّ آراء أئمتهم ، مع أنّ أئمتهم لا يساوون أئمة العترة الطاهرة في علم ، ولا في عمل ، ولا في فضل ، ولا في شرف.
وكما ذكرنا في « غسل الرجلين » ورغم أنّ كتبهم تشهد بأنّ المسح هو الذي نزل به القرآن ، وهو أيضاً سنّة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢) ، ولكنّهم لا يقبلون من الشيعة شيئاً من ذلك ، ويتهمونهم بتأويل القرآن والخروج عن الدين!!
والمثل الثاني الذي لابدّ من ذكره أيضاً ، هو نكاح المتعة الذي نزل به القرآن وأقرّته السنّة النبويّة ، ولكنّهم لتبرير اجتهاد عمر بن الخطّاب الذي حرَّمه ، اختلقوا حديثاً مكذوباً نسبوه للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأخذوا يشنِّعون على الشيعة لإباحتهم هذا النكاح ، استناداً لما رواه الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام ، أضف إلى ذلك أنّ صحاحهم تشهد بأنّ الصحابة فعلوه في عهد رسول الله ،
__________________
١ ـ صحيح البخاري ١ : ١٣٤ ( كتاب الصلاة ، أبواب سترة المصلي ) ، ولفظه : أليس ضيّعتم ما ضيّعتم فيها؟
٢ ـ الطّبقات الكبرى لابن سعد ٦ : ٢٧٤ ، عن ابراهيم النخعي ، وانظر المعجم الكبير للطبراني ١٠ : ٧١ ح٩٩٨٢.