( لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ ) (١).
أليس هو القائل مبلّغاً عن ربّه : ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَات قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآن غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْم عَظِيم ) (٢).
أوَلم يهدِّده ربّه بأشدّ التهديد لو حاول أن يتقوَّل على الله كلمة واحدة ، فقال جلّ وعلا : ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لاََخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنكُمْ مِنْ أَحَد عَنْهُ حَاجِزِينَ ) (٣).
فهذا هو القرآن ، وهذا هو النبيّ الذي كان خلقه القرآن ، ولكن « أهل السنّة والجماعة » (٤) ، ولشدّة عداوتهم لعليّ بن أبي طالب وأهل البيت عليهمالسلام ، كانوا يخالفونهم في كلّ شيء ، حتى أصبح شعارهم هو مخالفة عليّ وشيعته في كلّ شيء ، حتى لو كانت سنّة نبوية ثابتة عندهم (٥).
ولمّا كان المشهور عن الإمام عليّ عليهالسلام الجهر بالبسملة حتى في الصلاة السريّة من أجل إحياء السنّة النبويّة ، فقد عمل بعضهم على القول بكراهتها في الصلاة ، وكذلك بالنسبة للقبض والسدل ، ودعاء القنوت ، وغير ذلك من
__________________
١ ـ صحيح البخاري ٨ : ١٤٨ ( كتاب الاعتصام بالكتاب والسنّة ، باب ما كان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يسأل ممّا لم ينزل عليه الوحي فيقول لا أدري ). النساء : ١٠٥.
٢ ـ يونس : ١٥.
٣ ـ الحاقة : ٤٤ ـ ٤٧.
٤ ـ ونقصد بهم الأوائل الذين عادوا علياً وأولاده من بعده والذين أسّسوا مذهب « أهل السنّة والجماعة » ( المؤلّف ).
٥ ـ قد فصّلنا في ذلك وأخرجنا تصريحاتهم من كتبهم وأقوال أئمّتهم في كتاب « مع الصادقين » فليراجع ( المؤلّف ).