كتأويلهم حديث : « الخلفاء من بعدي اثنا عشر كلّهم من قريش » ، وحديث : « تمسّكوا بسنّة الخلفاء الراشدين بعدي » ، وكقوله : « اختلاف أُمّتي رحمة » ، وغيرها من الأحاديث الشريفة والتي يقصد بها النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أئمة العترة الطاهرة ، ولكنّهم صرفوها إلى خلفائهم الغاصبين ، وإلى بعض الصحابة المنقلبين.
وحتى الألقاب التي يضفونها على الصحابة كتسمية أبي بكر بـ « الصديق » ، وعمر بـ « الفاروق » ، وعثمان بـ « ذي النورين » ، وخالد بـ « سيف الله » ، والحال أنّ كلّ هذه الألقاب هي لعليّ على لسان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقد قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « الصدّيقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل يس ، وحزقيل مؤمن آل فرعون ، وعليّ بن أبي طالب عليهالسلام وهو أفضلهم » (١).
وعليّ نفسه كان يقول : « أنا الصدّيق الأكبر ، ولا يقولها بعدي إلاّ كذّاب » (٢) ،
__________________
١ ـ الجامع الصغير للسيوطي ٢ : ١١٥ ح٥١٤٩ ، كنز العمال ١١ : ٦٠١ ح٣٢٨٩٧ ، الدر المنثور ٥ : ٢٦٢ ، تاريخ دمشق ٤٢ : ٣١٣.
٢ ـ المستدرك للحاكم ٣ : ١١١ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ : ٤٩٨ ح٢١ ، كتاب السنّة لابن أبي عاصم : ٥٨٤ ح١٣٢٤ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ : ١٠٧ ، أمّا عباد بن عباد لله راوي الحديث فقد أورده العجلي في معرفة الثقات ٢ : ١٧ ووثّقه ، وكذلك ذكره ابن حبان في كتابه الثقات ٥ : ١٤١. وابن ماجة في سننه ١ : ٥٥ ، وعلّق العلاّمة البوصيري في كفاية الحاجة بقوله : ( انفرد به ابن ماجة عن الكتب التسعة ، قال في الزوائد : هذا إسناد صحيح ، رجاله ثقات ).
ومع وجود هؤلاء العلماء المصحّحين لهذا الحديث تجد عثمان الخميس في كتابه كشف الجاني : ١٩٠ يصف الحديث بالوضع معتمداً على ابن الجوزي ، في كتابه الموضوعات!!