__________________
وإذا رجعنا إلى ترجمة ابن الجوزي نجد أنّ العلماء قالوا في حقّه : إنّه كثير الخطأ والأوهام في ما يصنّفه ؛ إذ كان يفرغ من الكتاب ولا يعتبره ، وقد استدرك عليه الذهبي كتابه الموضوعات تحت عنوان ( تلخيص الموضوعات ) وقال في ترجمته في السير ٢١ : ٣٨١ : « وكتب إلى أبي بكر بن طوخان ، أخبرنا الإمام موفّق الدين قال : ابن الجوزي إمام أهل عصره في الوعظ ، وصنّف في فنون العلم تصانيف حسنة ، وكان صاحب فنون ، كان يصنّف في الفقه ويدرس وكان حافظاً للحديث ، إلاّ أنّنا لم نرض تصانيفه في السنّة ولا طريقته فيها ، وكان العامة يعظّمونه ، وكانت تنفلت منه في بعض الأوقات كلمات تنكر عليه في السنّة ، فيستفتى عليها ويضيق صدره من أجلها ».
وقال الحافظ سيف الدين ابن المجد : هو كثير الوهم ، فإنّ في مشيخته مع صغرها أوهاماً ، قال في حديث أخرجه البخاري عن محمّد المثنى ، عن الفضل بن هشام ، عن الأعمش! وإنّما هو عن الفضل بن مساور عن أبي عوانة عن الأعمش.
وقال في آخر : أخرجه البخاري ، عن عبد اللّه بن منير ، عن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن دينار ، وبينهما أبو النظر ، فاسقطه.
وقال في حديث : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمّد الاثرم ، وإنما هو محمّد بن أحمد.
وقال في آخر : أخرجه البخاري عن الأويسي عن إبراهيم عن الزهري ، وإنّما هو عن إبراهيم بن مسعد ، عن صالح ، عن الزهري.
وقال في آخر : حدّثنا قتيبة ، حدّثنا خالد بن إسماعيل ، وإنّما هو حدّثنا حاتم.
وفي آخر : حدّثنا أبو الفتح محمّد بن علي العشاري ، وإنّما هو أبو طالب.
وقال : حميد بن هلال عن عفان بن كاهل ، وإنّما هو هضاب بن كاهل.
قال : أخرجه البخاري عن أحمد بن أبي إياس ، وإنما هو آدم.
وفي وفاة يحيى بن ثابت ، وابن خضير ، وابن المقرب ذكر ما خولف فيه.