الله وعترتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً « (١) ، هو الحقّ الذي
__________________
التواتر عليه ، وهو أن ينقله من يحصل العلم بصدقهم ، أو أن ينقله كثير بحيث يمتنع تواطئهم على الكذب ، وهذا صادق على حديث الثقلين ؛ لأنّ له أكثر من ٣٤ طريقاً ، بل نجدهم حكموا بتواتر كثير من الأخبار التي لم تصل عدد رواتها إلى نصف هذا المقدار ، ومن شاء فليرجع لكتاب ( النظم المتناثر من الحديث المتواتر ) للكتاني ، ويرى ذلك بنفسه.
وقد ذكرنا سابقاً أنّ حديث الثقلين له طرق متعدّدة ، وألفاظ متقاربة ؛ لأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ذكره في مناسبات متعدّدة ، وقد رواه مسلم في صحيحه أيضاً ، وعليه فما ذكره في كشف الجاني : ١٧٠ من أنّ حديث الثقلين غير متواتر ناشئ من عدم معرفة أقسام الحديث ومعرفة المتواتر من الآحاد ، وما ذكره أيضاً حول رواية مسلم لحديث الثقلين بلفظ يختلف عمّا ذكره المؤلّف ما هو إلاّ تغطية وهروب من الإشكال الذي عجز أهل السنّة عن حلّه : وهو لماذا خالفتم وصية النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بالكتاب والعترة ، فتركتم أهل البيت وتمسكتم بالسنّة الأموية المعادية للقرآن والعترة الطاهرة؟!
وفي الواقع إنّ حديث الثقلين كان وما زال يسبب أزمة كبيرة للمذهب السنّي الذي خالفه بكلّ صراحة وجرأة ، وما زال علماء المذهب السنّي عاجزين عن الإجابة عن ذلك ، وما زال أبناء المذهب السنّي يكتشفون الحقيقة في أحقّية أهل البيت بواسطة حديث الثقلين ، فما يذكره عثمان الخميس وغيره ما هو إلاّ اعتراف بالفشل وعدم إيجاد الجواب المقنع لمخالفة حديث الثقلين.
١ ـ راجع مصادر الحديث بألفاظه المختلفة : مسند أحمد ٣ : ١٤ ومواضع أُخر ، المستدرك للحاكم ٣ : ١٠٩ وصحّحه ، مسند ابن الجعد : ٣٩٧ ، كتاب السنّة لابن أبي عاصم : ٦٣٠ ح١٥٥٤ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ : ٤٥ ، مسند أبي يعلى ٢ : ٣٠٣ ح١٠٢٧ ، تفسير ابن كثير ٤ : ١٢٢ وصحّحه ، الطبقات لابن سعد ٢ : ١٩٤ ، السيرة النبويّة لابن كثير ٤ : ٤١٦ وقال : « قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي : وهذا حديث صحيح » وغيرها من المصادر.