منقطع ، لأنه جار مجرى المثامنة والأرش ، فلو (١) كان دائما لكان العلم بدوامه شرطا في حسنه ، فكان لا يحسن من أحدنا تحمل الألم لعوض (٢) كما لا يحسن تحمل ذلك من غير عوض وأما فعل (٣) من الألم بأمره تعالى ، والعوض على غيره بالتعويض له. نحو من عرّض طفلا للبرد الشديد فتألم (٤) بذلك ، فالعوض هاهنا على المعوض للألم على فاعل (٥) الألم ، وصار ذلك الألم كأنه من فعل المعوض.
والأولى أن يكون من فعل الألم (٦) على وجه الظلم منا لغيرنا (٧) في الحال مستحقا من العوض المبلغ الذي لم يستحق فعله (٨) عليه.
والوجه في ذلك : أنه لو لم يكن لذلك مستحقا لم يكن الانتصاف منه ممكنا مع وجوب الانتصاف ، بخلاف ما قال أبو هاشم (٩) ، فإنه أجاز أن (١٠) يكون ممن لا يخرج من الدنيا إلا وقد استحق ذلك ، وقد كلف الله تعالى من (١١) أكمل عقله النظر
__________________
(١) والأروش ولو
(٢) لعوض منقطع
(٣) وما
(٤) فيألم
(٥) المعرض للألم لا على الفاعل
(٦) ما بين القوسين ساقطة من المخطوط
(٧) منا بغيره
(٨) يستحق مثله
(٩) أبو هاشم عبد السلام بن ابي علي محمد بن عبد الوهاب بن سلام بن خالد بن حمران بن أبان الجبائي : رأس الفرقة البهشمية المعروفة ، وكان هو وأبوه من رؤساء المعتزلة ولهما مقالات على مذهب الاعتزال ، ولهما آراء انفردا بها عن أصحابها ، وانفرد هو وأبوه أيضا كل واحد منهما عن الآخر بمسائل ، ولد سنة ٢٤٧ وتوفي سنة ٣٢١ ه ودفن ببغداد ـ ميزان الاعتدال ٢ ـ ٦١٨ ، وفيات الأعيان ٢ ـ ٣٥٦ ، الأعلام للزركلي ٤ ـ ١٣٠ ، الكنى والألقاب ٢ ـ ١٢٦ ، الملل والنحل ١ ـ ١٠٣ ـ ١١٢.
(١٠) فإنه أجاز أن يمكن من الظلم وإن لم يكن في الحال مستحقا لما يقابله من العوض بعد أن
(١١) من أكمل