فهو الضرر المستحق المقارن للاستخفاف (١) والإهانة ، وأما العوض فهو النفع الحسن الخالي من تعظيم وتبجيل ، ويستحق (٢) بفعل الواجب وماله صفة الندب (٣) وبالتحرز من القبيح ، ويستحق الثواب بهذه الوجوه الثلاثة إذا اقترنت بها المشقة ويستحق الشكر المنعم والإحسان ، فأما العبادة فهي ضرب من الشكر وغاية فيه ، فلهذا لم نفردها (٤) بالذكر ، فأما الذم فيستحق فعل القبيح وبأن لا يفعل الواجب ، وأما العقاب فيستحق (٥) بهذين الوجهين معا بشرط أن يكون للفاعل اختيار (٦) ما استحق به ذلك على ما فيه مصلحته ومنفعته.
وإنما قلنا انه يستحق الذم على الإخلال بالواجب وانه جهة في استحقاق الذم كالقبح (٧) لأن العقلاء يعقلون الذم بذلك كما يعقلونه بالقبيح ، ولأنهم يذمونه (٨) إذا علموه غير فاعل للواجب عليه وإن لم يعلموا سواه ، والمطيع منا يستحق بطاعته الثواب مضافا الى المدح ، لأنه تعالى كلفه على وجه يشق فلا بد من المنفعة ، ولا تكون هذه المنفعة من جنس (٩) العوض ، لأن العوض يحسن الابتداء بمثله ، ويستحق أحدنا بفعل القبيح والإخلال بالواجب العقاب مضافا الى الذم ، لأنه تعالى أوجب عليه الفعل (١٠) وجعله شاقا ، والإيجاب لا يحسن لمجرد النفع فلا بد من استحقاق ضرر على تركه ، ولا دليل في العقل على دوام الثواب والعقاب (١١) وإنما المرجع في ذلك الى السمع ، والعقاب يحسن (١٢) التفضل بإسقاطه
__________________
(١) للاستحقاق
(٢) ويستحق المدح
(٣) النعم
(٤) نفردها
(٥) يستحق
(٦) الفاعل اختيارا
(٧) كالقبيح
(٨) يذموه
(٩) حيس
(١٠) العقل
(١١) ثواب ولا عقاب
(١٢) بحسن