علي ( عليه السلام ) ، فخاف رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إن بلّغها الناس أن يكذّبوه ، ويرتدّ أكثرهم حسداً له ; لما علمه في صدور كثير منهم له ، فلمّا حجّ حجّة الوداع ، وخطب بالناس بعرفة ، وقد اجتمعوا من كلّ أفق لشهود الحجّ معه ، علّمهم في خطبته معالم دينهم وأوصاهم ، وقال في خطبته : « إنّي خشيت ألاّ أراكم ولا تروني بعد يومي هذا في مقامي هذا ، وقد خلّفت ما إن تمسّكتم به بعدي لن تضلّوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، حبل ممدود من السماء إليكم ، طرفه بيد الله ، وطرفه بأيديكم » (١).
الثالث : قال : وعن أبي ذرّ ( رضوان الله عليه ) أنّه قال : قد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : « ترد عليّ الحوض أمّتي على خمس رايات » ، ثمّ ذكر حديثاً طويلاً ، قال فيه : « ثمّ يرد فرعون أمّتي في أتباعه ، فأُخذ بيده ، فإذا أخذ بها اسودّ وجهه ، ورجفت قدماه ، وخفقت أحشاؤه ، ويفعل ذلك بأتباعه ».
ثمّ قال : « وهو معاوية بن أبي سفيان ».
فأقول : ماذا أخلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون : كذّبنا الأكبر ومزّقناه ، وقاتلنا الأصغر وقتلناه.
فأقول : اسلكوا طريق أصحابكم ، فينصرفون ضمأً مسودّة وجوههم ، لأنّه لا يطعمون منه قطرة » (٢).
الرابع : قال : وممّا جاء في الأخبار مجملاً في ذكر أهل بيت رسول الله ( صلوات الله عليهم أجمعين ) : أبو غسان ، بإسناده ، عن أبي ذرّ
____________
١ ـ شرح الأخبار ١ : ١٠٤ ـ ١٠٥ ، ح : [ ٢٦ ].
٢ ـ شرح الأخبار ٢ : ١٦٧ ـ ١٦٨ ، ح : [ ٥١٤ ].