يدأب على قراءة آراء الفارابي وابن سينا ، ويشتغل بدرس العلوم النقلية ، والعلوم العقلية ، والبحث في الأديان والعقائد ، والاطلاع على الأدب ، وشعر الشعراء العرب والفرس ، ويأخذ من كل فنّ طرفاً حتّى بلغ درجة عليا في العلم والحكمة والمعرفة.
ولد سنة ٣٩٤ هـ ، في قباديان ، وتوفّي صبيحة يوم الجمعة في الثامن والعشرين من ربيع الأوّل سنة ٤٨١ هـ ، ببلدة بمكان من مواضع بدخشان ، وكان قد نزح إلى هذه البلدة فراراً من أمراء السلاجقة الذين ناهضوه وطلبوه ، بعد أن وشي به أعداؤه حسداً.
عاش طيلة حياته تحت أستار التقيّة ، وقد لاقى من التشريد والفرار في الجبال ما لا يمكن وصفه ، ومن المشهور أنّ أخاه أبا سعيد رثاه بالأبيات التالية :
طويت بلاد الله علّمت حكمة |
|
وصيرت بين الناس قرماً ممجّداً |
سقاك إله الناس سقياً مروياً |
|
وألبس الغفران يا ناصر الهدى (١) |
قال الأفندي في الرياض : سيّد الحكماء ، أبو المعين ناصر بن خسرو ابن حارث بن علي بن حسن بن محمّد بن علي بن موسى الرضا ، السيّد الحكيم العلوي الحسيني الموسوي الرضوي ، المعروف بناصر خسرو الأصبهاني البلخي.
كان من مشاهير الحكماء والفقهاء في عصر الخلفاء.
إلى أن قال : وقد اختلف الناس في حال ناصر خسرو ، فبعضهم
____________
١ ـ تاريخ الإسماعيليّة ٤ : ١٤٦.