يزيد في بعض كلامه بأبي عمارة. إلى أن قال : يا يزيد إنّها وديعة عندك فلا تخبر بها إلاّ عاقلاً وعبداً تعرفه صادقاً ، وإنْ سُئِلْتَ عن الشّهادة فاشهد بها. وفي آخر الخبر قال يزيد : وكان اخوة عليّ عليهالسلام يرجون أن يرثوه فعادوني إخوته من غير ذنب ، فقال لهم إسحاق بن جعفر : والله لقد رأيته وإنّه ليقعد من أبي إبراهيم بالمجلس الذي (١) أجْلِسُ [فيه (٢)] أنا (٣).
ومن أمعن النظر في تمام الخبر لعلّه يقطع بوثاقته بل جلالته.
ومثله خبر آخر (٤) رواه فيه بعده ، وهو أيضاً طويل شريف ، يستفاد منه ما فوق الخبر الأول من المدح والجلالة ، فلاحظ.
وفي تكملة الكاظمي : ويعلم منهما أنه من أصحاب الصادق ، والكاظم ، والرضا ، والجواد عليهمالسلام وأنه معتقد لإمامتهم ومعترف بها ، فإن قلت : هو راويهما فيلزم الدور ، قلت : اتفق الفقهاء وغيرهم على أنَّ الإقرار بالمذهب كاف لإثباته ، وعليه جرت سيرة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمير المؤمنين والأئمة بعدهما (صلوات الله عليهم) فإنهم يرضون من الكفار بالإقرار بالشهادتين والاعتراف بالمذهب ، نعم ما يظهر منهما من عدالته وأمانته وجلالته كما لا يخفى على الناظر لا يكون دليلاً على ذلك ولو قيل : إنّ ذلك يثبت من قول الشيخ المفيد ، وهذا يكون مؤيّداً له لكان حسناً ، ويؤيّده
__________________
(١) لم ترد في الحجرية.
(٢) ما بين المعقوفتين لم يرد في الأصل والحجرية أثبتناه من المصدر لأن السياق يقتضيه.
(٣) أُصول الكافي ١ : ٢٥٠ ٢٥٣ / ١٤.
(٤) أُصول الكافي ١ : ٢٥٣ / ١٥.