عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم من بعده بما روي عن علي عليهالسلام وهكذا إلى آخر الأئمة عليهمالسلام.
وكتاب الدرّ والمرجان في الأحاديث الصحاح والحسان (١). انتهى.
وقد قطع بهذه المؤلّفات عذر من يتوهم أنّ الاشتغال بالفقه والأُصول مانع عن التوغّل في فنّ الحديث ، فإنّه تاج الفقهاء ، ورأس الأُصوليين ، وكلّ من جاء بعده منهم فإنّما أناخ رحله بفناء كتبه ، ونال الدرجات العالية ببركات زبره ، هذا حاله فكيف بمن اقتصر بفنّ الحديث ، واشتغل بإصلاح سنده ، واستخراج فوائد متنه ، وهم جمّ غفير ، تعرّضوا لشرح كتب الحديث ، خصوصاً الكتب الأربعة ، فكتبوا لها شروحاً وحواشي ما لا يحصى ، كلّها مهجورة متروكة مستورة ، لا طالب لها ولا راغب فيها ، فأصبحت الديار عنها خاوية ، ومحافل العلم ومجالس العلماء عن ذكرها والبحث فيها خالية.
وأصبحنا في عصر لا يوجد فيه مجلس عالم يذاكر فيه من هذا العلم ساعة ، ولا من يُقرأ عليه من الكتب الأربعة باب أو صفحة ، ولا من يقرأها عليهم ، بل ولا من التفسير والرجال شيء ، كأنها صارت من العلوم الغريبة ، وفضول الفنون الغير النافعة.
ألهت بني تغلب عن كلّ مكرمة |
|
قصيدة قالها عمرو بن كلثوم (٢) (٣) |
__________________
(١) رجال العلاّمة : ٤٦ / ٥٢.
(٢) جاء في حاشية الأصل : إشارة إلى قضية مذكورة في السير.
(٣) ورد هذا البيت في موضعين من ديوان عمرو بن كلثوم : ١٧ ، ١٢٣ ، ونُسب إلى بعض شعراء بكر بن وائل ، وفي كلا الموضعين : (أَلْهى) بدل (أَلْهت)