عابداً ، متبحّراً في الأُصول ، بارعاً في الفقه ، مجانباً لأهل الدنيا ولذائذها ، مشغولاً بنفسه وإصلاح رمسه ، وكان أعلم أهل زمانه ممّن أدركتهم في تدريس الروضة ، والرياض ، والقوانين ، وأترابها ، لم يدخل نفسه في مناصب الحكومة والفتوى وأخذ الحقوق وغيرها ، وكان أكثر تلمّذه عند العالم الرفيع السيّد محمّد شفيع الجابلقي ، وعلاّمة عصره الحاج المولى أسد الله البروجردي (رحمهما الله).
ثم هاجر إلى طهران ، وعكف على العالم الفقيه النبيه الحاج شيخ عبد الرحيم البروجردي (طاب ثراه) والد أُمّ أولادي ، وكان من الفقهاء المتبحّرين والعلماء البارعين ، فتلقّى عنه ما حواه ، إلى أن صارت الجنّة مثواه في مشهد الرضا عليهالسلام في شهر شعبان في سنة ١٣٠٦.
وهاجرت معه رحمهالله إلى العراق في سنة ١٢٧٣ ، ورجع رحمهالله بعد قضاء الوطر من الزيارة ، وبقيت في المشهد الغروي قريباً من أربع سنين ، ثم سافرت إلى العجم لتشتّت الأُمور.
ثم رجعت ثانياً إلى العراق في سنة ١٢٧٨ ، ولازمت العالم النحرير الفقيه الجامع ، أفضل أهل عصره ، الشيخ عبد الحسين الطهراني (طاب ثراه) وهو أول من أجازني ، وقد مرّ ذكره في الفائدة الثالثة (١) ، وبقيت معه برهة في مشهد الحسين عليهالسلام ثم سنتين في بلد الكاظم عليهالسلام.
وفي آخرهما رزقني الله زيارة بيته وهي سنة ١٢٨٠.
ثم رجعت إلى المشهد الغروي ، وحضرت مجلس بحث الشيخ
__________________
(١) راجع المجلد الثاني من الخاتمة صحيفة : ١١٤.