جهميّ كافر ، ومن زعم أنّ القرآن كلام الله ووقف ولم يقل ليس بمخلوق فهو أخبث من قول الأوّل ، ومن زعم أنّ ألفاظنا به وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام الله فهو جهمي ، ومن لم يكفّر هؤلاء القوم كلّهم فهو مثلهم (١).
تجد أنّ الإمام يكفّر من قال بأنّ القرآن كلام الله ووقف ، بل يراه أخبث ممّن يقول بأن القرآن مخلوق ، وحتّى يكفّر من لم يكفّرهم. وعندئذ نسأل فضيلة الشيخ : انّ مسألة خلق القرآن وعدمه أو حدوث القرآن وقدمه ، مسألة ليس لها جذور في الكتاب والسنّة وإنّما طُرحت في أيام خلافة المأمون وكانت بصمات يوحنّا النصراني الدمشقي (٢) عليها واضحة ، أليس اللازم على الإمام أحمد
____________________
١. طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى : ١ / ٢٩.
٢. وهو من حفدة سرجون بن منصور الرومي النصراني المشرف على الشؤون المالية للدولة الأُموية في عصر معاوية ومن بعده إلى زمن عبد الملك. وقد بسطنا ـ في كتابنا «بحوث في الملل