كتب المتقدّمين ولو لم يذكرها الشريف الرضي ، ولو لم يعر بغداد ما عراها من الدمار على يد التتر ، ولو بقيت خزانة الكتب الثمينة التي أحرقها الجهلاء لعثرنا على مرجع كلّ مقولة مندرجة في نهج البلاغة» (١).
وأمّا ما أُلّف بعد نهج البلاغة في خطب الإمام عليهالسلام ورسائله وكلمه ، فحدّث عنه ولا حرج. ولسنا في حاجة إلى ذكر أسمائهم وكتبهم ، فقد تكفّلت بعض المصادر بإيراد ذلك ، فراجعها (٢).
وقد اشتهر من بين هذه الكتب كتاب نهج البلاغة ، لأنّ جامعه كان صائغاً يعرف الذهب الخالص من غيره.
نعم ، من أوائل من بذر بذرة التشكيك في «نهج البلاغة» وفيمن جمعه هو ابن خلكان (٦٠٨ ـ ٦٨١ ه) ، حيث قال عند ترجمة السيد المرتضى :
____________________
١. استناد نهج البلاغة : ٢٠.
٢. ارشاد المؤمنين إلى معرفة نهج البلاغة المبين : ١ / ٢١٥ ـ ٢١٦ ، ومصادر نهج البلاغة وأسانيده : ١ / ٥١ ـ ٦٥.