«وقد اختلف الناس في كتاب (نهج البلاغة) المجموع من كلام الإمام علي بن أبي طالب رضياللهعنه هل هو جَمْعه أم جمع أخيه الرضي؟ وقد قيل : إنّه ليس من كلام علي ، وإنّما الذي جمعه ونسبه اليه هو الذي وضعه ، والله أعلم (١).
أقول : (إنْ يَتَّبِعونَ إلاّ الظَّنَّ وإنْ هُمْ إلاّ يَخْرُصُونَ) إنّ ابن خلّكان قد تبع الظن وبذر بذرة التشكيك ولم يأت على ذلك بأي دليل ، وأعجب من ذلك أنه نقل اختلاف الناس فيمن هوالجامع أو المؤلّف هل هو السيد المرتضى أو الرضي؟ مع أنّه لم يختلف اثنان إلى عصر ابن خلكان في أنّ الجامع هو الرضي وقد صرح به في غير واحد من آثاره (٢).
____________________
١. وفيات الاعيان : ٣ / ٣.
٢. لاحظ المجازات النبوية : ٤٠ وحقائق التأويل : ١٦٧. وكلاهما من تأليفات الرضي.