بسيرة أبي بكر وعمر لأنّهما لا يستأثران بالمال لأنفسهما ولا لأهلهما فطلبوا من علي عليهالسلام البيعة على أن يسير بسيرتهما ، فاستعفاهم وسألهم أن يطلبوا غيره ممّن يسير بسيرتهما ، ثم ذكر عدم قبوله في ذيل كلامه وهو «إنّا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول ، وان الآفاق قد أغامت والمحجة قد تنكرت» مشيراً إلى أنّ الشبهة قد استولت على العقول والقلوب ، وجهل أكثر الناس محجّة الحق ، ففي مثل هذه الظروف لا أقدر ان أسير فيكم بسيرة الرسول في أصحابه مستقلاًّ بالتدبير ، لفساد أحوالكم ، وتعذر صلاحكم.
وقد صدق الخُبْر الخَبَر ، فلمّا قام الإمام بالأمر وقسّم الأموال بينهم بالعدل ، نكثت طائفة ، ومرقت أُخرى ، وقسط آخرون (١).
فالذي رفضه الإمام هو الخلافة الّتي يتقمّصها الإمام
____________________
١. نهج البلاغة : الخطبة ٣.