عن طريق البيعة ، وأمّا الخلافة الالهية الّتي ألبسها الله سبحانه إيّاه يوم الغدير وغيره فلم تكن مطروحة لدى البائعين والإمام ، حتّى يستقيلها أو يقبلها.
فالخلافة الّتي ينحلها الناس عن طريق البيعة ، فالإمام وغيره أمامها سواء ، وفي حقها قال : دعوني والتمسوا غيري. وأمّا الخلافة الإلهية الّتي تدّعيها الشيعة بفضل النصوص الكثيرة فهي غنية عن البيعة ، غير خاضعة لإقبال الناس وإدبارهم. وليست الناس أمامها سواء ، بل تختص بمن خصه سبحانه بها ، وليس لمن خصَّه بها رفضها ولا استقالتها. والإمامة بهذا المعنى لم تكن مطروحة حين الحوار حتّى يرفضها الإمام.
وليس هذا أول كلام للامام وآخره حول رفضه بيعة القوم وإنّ أصرّوا عليه وتداكّوا عليه تداكّ الإبل على حياضها يوم وِرْدها ، يقول :
«وبسطتم يدي فكففُتها ، ومددتموها فقبضُتها ثم