على تغيير الواقع ، ورسم ملامح المسيرة الإنسانية.
كان هذا كلّه هو المحور الذي دارت حوله الضوابط التي رسخّها الأَئمّة للمتصدّي لتكون دلالات وعلامات في مسيرة حركة النصّ ، ومن ثمّ مسيرة المفسّر والمستفهم ، ولتمثّل عوامل تمنع الخروج عن حدود الطريق الذي يرسمه النصّ القرآني أوّلاً ، ثمّ هي مانعة من تخلّف الفهم في مسيرته ، بعيداً عن النص وحركته ثانياً ، إذ تبث فيه ديناميكية وطاقة دافعة دائماً إلى محاولة اللحاق بالنص ، لاستكناه كوامنه ، واستكشاف وتدبّر مفاهيمه ، ومن ثمّ انعكاس هذه الفعالية في تلمس ما في النص من القدرة ، ليس على مسايرة الزمن حسب ، وإنّما سبق كل حدود متصورة للبعد الزمني الذي هو فيه ، وإحاطته بأيّة أبعاد للتطور يمكن أن يتوافر عليها ذلك الزمن المعين ، بل تور هيمنة النص واحتوائه لكل خط نهاية متصور يمكن أن يقف عنده العقل البشري وقدرته المزوّد بها. فللنص القدرة على الانطلاق بعيدا عن كل خط نهاية ، لأنّه تبيان لكلّ شيء ، ولأنّ علاقته مع الزمن هي علاقة البعد المفتوح.
وهذا الاحتواء والإحاطة عجز العقل البشري حتى اليوم عن استكمال ولو تصور جوانبه واستبيان احتمالاته وإمكاناته فضلاً عن مسايرته ، ومن ثم فسيبقى العقل البشري المحدود متخلفاً عن الوصول إلى استكناه وتفصيل كل مايحمله النص من (تكثيف) دلالات وتركيز مفاهيم ، ما لم يستهد بهذه الضوابط التي تزوده بآليات وضعها العقل المعصوم الذي خصّ بالقدرة على استنطاق النص ، وبدونها فإنّ ذلك العقل