قال أبو عبد الله عليهالسلام : «إن العبد لينوي من نهاره أن يصلّي بالليل فتغلبه عينه فينام فيثبت الله له صلاته ، ويكتب نفسه تسبيحا ، ويجعل ثوابه عليه صدقة» (١).
وبإسناده عن أبي جعفر عليهالسلام أنه كان يقول : «نيّة المؤمن أفضل من عمله ؛ وذلك لأنه ينوي من الخير مالا يدركه ، ونيّة الكافر شرّ من عمله ؛ وذلك لأن الكافر ينوي الشرّ ويأمل من الشرّ ما لا يدركه» (٢).
وقد تقدّم ما تضمّنه هذان الحديثان في بعض الأوجه المتقدّمة. وهذا في الحقيقة يرجع إلى طبيعة النيّة والعمل.
ثم أقول : الظاهر أنه لا منافاة بين هذا الخبر وبين قوله : «أفضل الأعمال أحمزها» ؛ لأن التفاضل باعتبار الأحمزيّة وقع في الأعمال ، والنيّة ليست من الأعمال. وكيف كان فالعمل في معنى الخبر المذكور على ما تضمّنته هذه الأخبار.
__________________
(١) علل الشرائع ٢ : ٢٤٠ ـ ٢٤١ / ب ٣٠١ ، ح ١.
(٢) علل الشرائع ٢ : ٢٤١ / ب ٣٠١ ، ح ٢.