فيها ، وأن الأرض تأكل من أبدانهم كما يدلّ عليه تخصيص النقل بالعظام ، مع أنه قد روى الصدوق في (الفقيه) عن الصادق عليهالسلام مرسلا قال : «إنّ الله عزوجل حرّم لحومنا على الأرض ، وحرّم لحومنا على الدود أن تطعم منها شيئا» (١).
وروى فيه أيضا عنه عليهالسلام : «إنّ الله تبارك وتعالى حرّم لحومنا على الأرض تأكل منها شيئا (٢)» (٣).
وهذان الخبران وإن كانا مجملين بالنسبة إلى الرفع إلّا إنهما صريحان بالنسبة إلى عدم تغيّر أبدانهم بالأرض كسائر الناس.
ولم أقف على كلام شاف وبيان واف في الجمع بين هذه الأخبار إلّا إن شيخنا المجلسيّ قدسسره في كتاب مزار (البحار) قال ـ بعد نقل خبري عطية الأبزاري وزياد ابن الحلال (٤) المذكورين ـ ما هذا لفظه : (ثم إن في هذين الخبرين إشكالا من جهة منافاتهما لكثير من الأخبار الدالّة على بقاء أبدانهم في الأرض ، كأخبار نقل عظام آدم عليهالسلام ونقل عظام يوسف عليهالسلام ، وبعض الآثار الواردة أنهم نبشوا قبر الحسين عليهالسلام فوجدوه في قبره (٥) ، وأنهم حفروا في الرصافة قبرا فوجدوا فيها شعيب بن صالح (٦) ، وأمثال تلك الأخبار كثيرة.
فمنهم من حمل أخبار الرفع على أنهم يرفعون بعد الثلاثة ثم يرجعون إلى قبورهم ، كما ورد في بعض الأخبار أنّ كلّ وصيّ يموت يلحق بنبيّه ثم يرجع إلى مكانه (٧).
__________________
(١) الفقيه ١ : ١٢١ / ٥٨١.
(٢) وروى فيه أيضا .. شيئا ، من «ح».
(٣) الفقيه ١ : ١٢١ / ٥٨٢.
(٤) في «ح» : الهلال.
(٥) الأمالي (الطوسي) : ٣٢٦ / ٦٥٣ ، بحار الأنوار ٤٥ : ٣٩٤ ـ ٣٩٥ / ٢.
(٦) بحار الأنوار ٩٧ : ١٣١.
(٧) تهذيب الأحكام ٦ : ١٠٦ ـ ١٠٧ / ١٨٧ ، وليس فيه : ثمّ يرجع إلى مكانه.