ومنهم من حملها على أنها صدرت لنوع مصلحة تورية لقطع طمع الخوارج والنواصب الذين كانوا يريدون نبش قبورهم عليهمالسلام وإخراجهم منها ، وقد عزموا على ذلك مرارا فلم يتيسّر لهم (١).
ويمكن حمل أخبار نقل العظام على أن المراد : نقل الصندوق المتشرّف بعظامهم وجسدهم في ثلاثة أيّام أو أربعين يوما ، وأن الله تعالى يردهم إليها لتلك المصلحة. وعلى هذا تحمل الأخبار الاخر ، والله يعلم) (٢) انتهى كلامه ، زيد مقامه.
وأنت خبير بما فيه بجميع احتمالاته من البعد الظاهر كما سيظهر لك إن شاء الله تعالى.
وقال المحدّث الكاشاني في (الوافي) ـ بعد نقل حديث زياد المتقدّم ـ ما صورته : (حمل هذا الحديث على ظاهره ليس بمستبعد في عالم القدرة وفي خوارق عاداتهم عليهمالسلام ، مع أنه يحتمل أن يكون المراد باللحم والعظم المرفوعين : المثاليّين منهما أعني : البرزخيّين ، وذلك لعدم تعلّقهم بهذه الأجساد العنصريّة ، فكأنّهم وهم بعد في جلابيب من أبدانهم قد نفضوها وتجرّدوا عنها (٣) ، بعد وفاتهم.
والدليل على ذلك من الحديث قوله عليهالسلام : «إنّ الله خلق أرواح شيعتنا ممّا خلق منه أبداننا» (٤) ، فأبدانهم ليست الّا تلك الأجساد اللطيفة المثاليّة.
وأما العنصريّة فكأنها أبدان الأبدان ، ويدلّ على ذلك أيضا (٥) ما يأتي في باب زيارة أمير المؤمنين عليهالسلام بالغريّ في حديث المفضّل بن عمر : «إنّ الله أوحى إلى
__________________
(١) الأمالي (الطوسي) : ٣٢٥ ـ ٣٢٩ / ٦٥٢ ـ ٦٥٧ ، بحار الأنوار ٤٥ : ٣٩٤ ـ ٣٩٨ / ٢ ـ ٤ ، ٨.
(٢) بحار الأنوار ٩٧ : ١٣١.
(٣) في «ح» بعدها : فضلا عما.
(٤) الكافي ١ : ٣٨٩ / ٢ ، باب خلق أبدان الأئمَّة عليهمالسلام .. ، بالمعنى.
(٥) في «ح» بعدها : من الحديث.