الطالب للحقّ ما هو الأحق بالاتباع ، فإن بعضا (١) من محققي متأخّري المتأخّرين (٢) قد استشكل في المسألة غاية الاستشكال ، وبعضا آخر (٣) لذلك أيضا قد جعلها ممّا يرجأ حكمه حتى يظهر الحقّ لما فيها من الإعضال.
فأقول ـ وبالله سبحانه التوفيق لبلوغ المأمول ـ : من الأدلّة المتعلّقة بهذه المسألة (٤) الآية الشريفة وهي قوله عزوجل في تعداد المحرّمات (وَأُمَّهاتُ نِسائِكُمْ وَرَبائِبُكُمُ اللّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ اللّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ) (٥). وجه التقريب فيها أن ظاهر قوله سبحانه (وَأُمَّهاتُ نِسائِكُمْ وَرَبائِبُكُمُ اللّاتِي) ـ في تعداد المحرّمات المذكورة ـ هو الشمول للمدخول بهنّ وغيرهنّ ، فإن الجمع المضاف يفيد العموم كما قرّر في محلّه. وبهذا المعنى وردت الأخبار في تفسير الآية المذكورة كما سيمرّ بك إن شاء الله تعالى.
ونقل في (المسالك) عن ابن عباس في هذه الآية أنه قال : (أبهموا ما أبهم الله) (٦) ، يعني عمّموا حيث عمّم ، بخلاف الربائب ؛ فإنه قيّدهنّ بالدخول بامّهاتهنّ فيتقيّدن (٧).
وظاهر قوله سبحانه (وَرَبائِبُكُمُ اللّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ اللّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ) أن قوله (دَخَلْتُمْ بِهِنَّ) نعت للنساء اللواتي هنّ أمّهات الربائب لا غير ،
__________________
(١) هو العلّامة الأوحد السيّد السند صاحب (المدارك) (١) في شرحه على (النافع) (٢). منه رحمهالله ، (هامش «ح»).
(٢) نهاية المرام ١ : ١٣٣.
(٣) الآخر هو شيخنا المحقّق الشيخ أحمد ابن الشيخ محمد بن يوسف البحراني قدسسره في بعض فوائده ، منه رحمهالله ، (هامش «ح»).
(٤) سقط في «ح».
(٥) النساء : ٢٣.
(٦) الكشّاف ١ : ٤٩٥.
(٧) مسالك الأفهام ٧ : ٢٨٣ ـ ٢٨٤.
__________________
١ ـ من هامش «ع» ، وفي هامش «ح» : (ن).
٢ ـ نهاية المرام ١ : ١٣٣.