التفرق ، كقوله تعالى (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى) (١) الآية.
وكقوله تعالى (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها) إلى قوله (وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً) (٢). وقوله (كَذلِكَ النُّشُورُ) (٣) ، (وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ) (٤) ، و (كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) (٥) ، بعد ما ذكر بدء الخلق من الطين وعلى وجه يرى ويشاهد ، مثل : (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ) (٦). (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ) (٧). وكقوله (يَوْمَ يَكُونُ النّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ) (٨).
إلى غير ذلك من الآيات المشعرة بالتفريق دون الإعدام.
واجيب بأنا لا ننفي الإعدام وإن لم تدلّ عليه ، وإنّما سيقت لبيان كيفيّة الإحياء بعد الموت والجمع بعد التفريق ، لأن السؤال وقع عن ذلك.
وحاصل هذا الجواب ـ على ما ذكره بعض الأفاضل ـ أنه يمكن أن يفني الله تعالى العالم بأسره ويعدمه (٩) ، ثم يوجد الأرض والسماء ، ثمّ يحيي الأحياء بجمع الأجزاء المتفرّقة. ففي ذلك جمع بين ما دلّ على الإعدام وما دلّ على الجمع بعد التفريق وأنهم (مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) (١٠) انتهى.
الثالث : ما رواه الثقة الجليل عليّ بن إبراهيم القمي في تفسيره في الحسن عن جميل بن درّاج عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «إذا أراد الله أن يبعث الخلق أمطر السماء على الأرض أربعين صباحا ، فاجتمعت الأوصال ونبتت اللحوم».
__________________
(١) البقرة : ٢٦٠.
(٢) البقرة : ٢٥٩.
(٣) فاطر : ٩.
(٤) الروم : ١٩.
(٥) الأعراف : ٢٩.
(٦) العنكبوت : ١٩.
(٧) العنكبوت : ٢٠.
(٨) القارعة : ٤ ـ ٥.
(٩) من «ح» ، وفي «ق» : ويعذّبه.
(١٠) يس : ٥١.