ونحن ننقلها برواية ابن أبي الحديد (١) عن الجوهري في كتاب (السقيفة) (٢) ، قال أبو بكر : فحدثني محمد بن زكريا ، قال : حدّثني جعفر بن محمد بن عمارة الكندي قال : حدّثني أبي عن الحسين بن صالح بن حي قال : حدّثني رجلان من بني هاشم ، عن زينب بنت علي بن أبي طالب.
قال : وقال جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عليهالسلام.
قال أبو بكر : وحدّثني عثمان بن عمران العجيفي ، عن نايل بن نجيح عن عمرو (٣) بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهالسلام.
قال أبو بكر : وحدّثني أحمد بن محمد بن يزيد ، عن عبد الله بن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، عن عبد الله بن حسن بن الحسن.
قالوا جميعا : لمّا بلغ فاطمة عليهاالسلام إجماع أبي بكر على منعها فدك لاثت خمارها ، وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها تطأ في ذيولها ، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله صلىاللهعليهوآله ، حتّى دخلت على أبي بكر وقد حشد الناس من المهاجرين والأنصار ، فضرب بينها وبينهم ريطة (٤) بيضاء ـ وقال بعضهم : قبطية ـ ثمّ أنّت أنّة أجهش لها القوم بالبكاء ، ثمّ أمهلت طويلا حتّى سكنوا من فورتهم ، ثمّ قالت : «أبتدئ بحمد من هو أولى بالحمد والطّول والمجد ، الحمد لله على ما أنعم ، وله الشكر بما ألهم ، والثناء (٥) بما قدّم ، من عموم نعم ابتداها وسبوغ آلاء أسداها
__________________
(١) يشار إلى أن ابن أبي الحديد لم ينقلها بتمامها. انظر الهامش : ٧ ، من هذه الصفحة.
(٢) السقيفة وفدك : ٩٨ ـ ١٠٢.
(٣) في المصدر : عمير.
(٤) الريطة : الملاءة إذا كانت قطعة واحدة. مختار الصحاح : ٢٦٦ ـ ريط.
(٥) من قولها : والثناء ، إلى قولها الآتي : إخلاصا للربوبية ، الآتي في الصفحة : ٣٥٩ ، ليس في شرح نهج البلاغة ، بل فيه بدله : وذكر خطبة طويلة جيدة ، قالت في آخرها : فاتقوا الله .. ، وقد ورد هذا الكلام في الاحتجاج ١ : ٢٥٣ ـ ٢٨٤ / ٤٩ ، وكشف الغمّة ٢ : ١٠٩ ـ ١١٤ ، وقد ضبطنا بعض ألفاظ الخطبة على الاحتجاج.