«ونطق كاظم الغاوين ، ونبغ خامل الأقلين ، وهدر فنيق المبطلين» ، الكظوم : السكوت. ونبغ الشيء ـ كـ (منع) و (نصر) ـ أي ظهر. والخامل : من خفي ذكره وصوته وكان ساقطا لا نباهة له. والمراد بالأقلين : الأذلّون.
وفي رواية (الكشف) : «فنطق كاظم ، ونبغ خامل ، وهدر فينق (١) الكفر» (٢).
والهدر : ترديد البعير صوته في حنجرته. والفنيق ـ بالفاء ثمّ النون ثمّ الياء ثمّ القاف ـ الفحل المكرّم من الإبل الذي لا يركب ولا يهان ؛ لكرامته على أهله.
«وأحمشكم فوجدكم (٣) غضابا». أحمشت الرجل ـ بالحاء المهلة ـ : أغضبته.
والمعنى : حملكم الشيطان على الغضب فوجدكم مغضبين لغضبه أو من عند أنفسكم.
«ثم لم تلبثوا إلّا ريث أن تسكن نفرتها ويسلس قيادها» ، ريث ـ بالفتح ـ : بمعنى قدر ، وهي كلمة يستعملها أهل الحجاز كثيرا ، وربّما يستعمل مع (ما) يقال : لم يلبث إلّا ريثما فعل كذا. ونفرة الدابة : ذهابها وعدم (٤) انقيادها. والسلس ـ بكسر اللام ـ : السهل اللين الانقياد ، وضمير المؤنث يرجع إلى فتنة وفاة الرسول صلىاللهعليهوآله ؛ أي لم تصبروا إلى ذهاب أثر تلك المصيبة.
«وتسرّون حسوا في ارتغاء ، وتمشون لأهله وولده (٥) في الخمر والضراء ، ونصبر منكم على مثل حزّ المدى ووخز السنان في الحشا» ، الإسرار : ضد الإعلان. والحسو ـ بفتح الحاء وسكون السين المهملتين ـ : شرب المرق وغيره شيئا بعد شيء.
والارتغاء : شرب الرغوة ، وهو زبد اللبن ، قال الجوهري : (الرغوة ـ مثلثة ـ : زبد
__________________
(١) في «ح» : فسق.
(٢) كشف الغمة ٢ : ١١١.
(٣) كذا في النسختين ، والذي أورده المصنّف في الحديث آنفا ، وورد في المصدر أيضا : فألفاكم. نعم ، ورد بذلك اللفظ في كشف الغمة ٢ : ١١١.
(٤) من «ح» ، وفي «ق» : لعدم.
(٥) من «ح».