قيل لهم : ميّزوا لنا الصادق منها من الكاذب ، والصحيح من العاطب ، ليتمّ لكم الاستدلال بها على ما أردتم من المطالب. وكيف وأنى ومتى ، وخبركم هذا قد صرّح بما صرّح ، وأفصح بما أفصح؟
وغاية ما يمكن معرفته عند من أنصف منهم بعض الإنصاف ، وساعف إلى الرجوع إلى الحق بعض الإسعاف هو معرفة بعض الأخبار المشتملة على الغلو في تفضيل بعض اولئك الخلفاء ، كما اعترف به الفيروزآبادي صاحب (القاموس) في كتاب (سفر السعادة) ، حيث قال : (أشهر المشهورات من الموضوعات أن الله يتجلّى للناس عامة ، ولأبي بكر خاصّة ، وحديث : «ما صب الله في صدري شيئا إلّا صببته في صدر أبي بكر» ، وحديث : «أنا وأبو بكر كفرسي رهان» ، وحديث : «إنّ الله لمّا اختار الأرواح اختار روح أبي بكر» ، وأمثال هذا من المفتريات المعلوم بطلانها ببديهة العقل).
وقال أيضا في الكتاب المذكور : إنه لم يصحّ في صلاة الضحى حديث (١).
وقال أيضا في حديث الصلاة خلف كلّ برّ وفاجر : (إنّه لم يصح فيه شيء) (٢) انتهى.
وقال الإمام عبد الرزاق الصنعاني في كتاب (الدر الملتقط) : (من الموضوعات ما زعموا أن النبي صلىاللهعليهوآله قال : «إنّ الله يتجلّى للخلائق يوم القيامة عامة ، ويتجلّى لك يا أبا بكر خاصة» ، وأنه قال : «حدّثني جبرئيل عليهالسلام قال : إنّ الله لمّا خلق الأرواح اختار
__________________
(١) صرّح في الموضع المذكور : ٢٨٢ بأن ذلك في صلاة التسبيح وأنها لم يصح فيها حديث ، أما صلاة الضحى فقد عقد لها بابا نقل فيه أحاديث من صحاح أهل السنة وسننهم ، ولم يشر إلى ضعف هذه الأحاديث كما هي عادته في الإشارة إلى ذلك في بقية الأبواب. انظر سفر السعادة : ٦٩ ـ ٧٣.
(٢) سفر السعادة : ٢٨٠ ـ ٢٨١ ، ٢٨٢.