من أن يحتاج إلى بيان ، لدلالة الآيات الشريفة والأخبار المنيفة على أنه مخلوق من مائهما معا كقوله سبحانه وتعالى (يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ) (١) أي صلب الرجل وترائب المرأة ، وقوله عزوجل (مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ) (٢) أي مختلطة من ماء الرجل وماء المرأة.
ودلالة جملة من الأخبار على مشابهة الولد امّه وقرابتها تارة ، ولأبيه وقرابته اخرى باعتبار سبق نطفة كل منهما فإن سبقت نطفة المرأة أشبه الولد امّه ومن يتقرّب بها ، وإن سبقت نطفة أبيه أشبه الأب ومن يتقرب به (٣).
هذا ، وممّن وافقنا على هذه المقالة فاختار ما اخترناه ورجّح ما رجّحناه المحقق المدقق العماد مولانا المير محمد باقر الداماد ، وقد وقفت له على رسالة في خصوص هذه المسألة قد أطال وأكثر من الاستدلال فيها على صحة هذا القول ورد القول المشهور.
ومنهم الفاضل المدقق الملّا محمد صالح المازندراني قدسسره في شرحه على اصول (الكافي) حيث قال في شرح حديث أبي الجارود المتقدم عند قوله : (ينكرون علينا أنهما ابنا رسول الله صلىاللهعليهوآله) ما صورته : (أي أبناؤه حقيقة من صلبه ؛ إذ لا نزاع في إطلاق الابن والبنت والولد والذرية على ولد البنت ، وإنّما النزاع في أن هذا الإطلاق من باب الحقيقة أو المجاز ، فذهب طائفة من أصحابنا ومنهم السيد المرتضى رحمهالله إلى الأول ، وذهب طائفة منهم ومنهم الشهيد الثاني وجمهور العامة إلى الثاني. وتظهر الفوائد في كثير من المواضع كإطلاق السيد وإجراء أحكام السيادة والنذر لأولاد الأولاد والوقف عليهم.
والظاهر هو الأول ؛ للآيات والروايات ، وأصالة الحقيقة. وضعف هذه الرواية
__________________
(١) الطارق : ٧.
(٢) الدهر : ٢.
(٣) علل الشرائع ١ : ١١٧ ـ ١٢١ ، ب ٨٥.