والأصل في الإطلاق الحقيقة حتى إنه قد روى الكليني في (الكافي) (١) والصدوق في (الفقيه) (٢) بإسنادهما الصحيح عن عائذ الأحمسي).
ثم ساق الرواية بزيادة (ثلاث مرات) بعد قوله : «والله (٣) إنا لولده وما نحن بذوي قرابته» ، قال : (ولا وجه لتقرير السائل على ما فعله ، وقسمه عليهالسلام بالاسم الكريم وتكريره ذلك ثلاثا للتأكيد ـ لأنه في مقام الإنكار ونفيه انتسابهم إليه صلىاللهعليهوآله من جهة القرابة ، بل من جهة الولادة ـ دليل واضح وبرهان لائح على أنهم أولاده حقيقة ، وليس كونهم أولاده إلّا من جهة امّهم لا من أبيهم. فما ادّعاه الأكثر من علمائنا ـ من أن تسميته صلىاللهعليهوآله إيّاهم أولادا وتسميتهم عليهمالسلام إياه صلىاللهعليهوآله (٤) أبا مجازا ـ لا حقيقة له بعد ذلك.
وقولهم : إن الإطلاق أعمّ من الحقيقة والمجاز كلام شعري لا يلتفت إليه ولا يعوّل عليه بعد ثبوت ذلك. ولو كان الأمر كما ذكروه لما جاز لأئمتنا ـ صلوات الله عليهم ـ الرضا بذلك إذا خاطبهم من لا يعرف كون (٥) هذا الإطلاق حقيقة ولا مجازا ؛ لأن فيه إغراء بما لا يجوز ، مع أنه لا يجوز لأحد أن ينتسب لغير نسبه أو يتبرّأ من نسب وإن دقّ ، فكيف بعد القسم والتأكيد ودفع ما عساه (٦) يتوهم؟ وأما قول الشاعر (٧) :
بنونا بنو أبنائنا وبناتنا |
|
بنوهن أبناء الرجال الأباعد (٨) |
__________________
(١) الكافي ٣ : ٤٨٧ / ٣ ، باب نوادر كتاب الصلاة.
(٢) الفقيه ١ : ١٣٢ / ٦١٥.
(٣) من «ح».
(٤) إياهم .. إيّاه صلىاللهعليهوآله ، من «ح».
(٥) ليست في «ح».
(٦) في «ح» بعدها : ان.
(٧) قول الشاعر ، من «ح» ، وفي «ق» : قوله.
(٨) البيت من الطويل. شرح ابن عقيل ١ : ٢٣٣ / ٥١ ، خزانة الأدب ١ : ٤٤٤ / ٧٣.