تكون فيه علة مادية ، هي داخلية أيضاً باعتبارها داخلة ضمن المعلول الذي هو السرير. بخلاف النجار فإنه علة خارجية بالنسبة للسرير باعتباره خارجاً عن وجوده وحدوده.
ومن ناحية سادسة فإن العلة إما أن تكون بسيطة كوجود الله الأقدس الذي هو علة في مخلوقاته ، فإنه تعالى غير مركب من أجزاء فهو بسيط كما أثبتهُ العلماء في كتبهم الكلامية والفلسفية ، وإما أن تكون العلّة مركبة من أجزاء ، كوسائط النقل التي تنقل المسافرين من مكان إلى آخر ، فإنها مركبة من أجزاء وقطع تشكل بمجموعها علة واحدة في تحقق المعلول وهو نقل المسافرين.
ومن ناحية سابعة فإن كل علة يكون المعلول متوقفا عليها بحيث يزول المعلول بزوالها تسمى بالعلة الحقيقية ، نظير ما تقوم به النفس من إبداع في عالم الذهن ، كنسجها لصور مدن كبيرة وعمارات عملاقة ، بعد رؤيتها لمدن وعمارات أصغر منها بكثير ، إلا إنها تشابهها وتسانخها من حيث المظهر والشكل.
وكل علة لا يكون المعلول متوقفا عليها ، بل لها دخل في حصول الاستعداد لوجود المعلول تسمى بالعلة المُعِدّة؛ نظير ما يجمعه الإنسان من صورٍ ومعانٍ حسية عن طريق الحواس الخمس ثم نقلها إلى الدماغ وما يجري في هذا المجال من فعل وتفاعل ، كل هذا يُعَدُّ مقدمة لتحقق إدراك النفس لتلك الصور والمعاني الحسية ، فالنفس علّة حقيقية للإدراك وما سواها من علل تعتبر مُعِدّة لذلك ، ليس إلا.