فيه استعداد للتحول إلى حيوان ، نعم إنه وبعد عدة وسائط يمكن أن يتحول إلى حيوان.
قد يتحرك الشيء حول نفسه فتسمى حركته حركة موضعية كدوران المروحة حول نفسها ، وقد يتحرك الشيء من نقطة إلى أخرى ، فتسمى حركته حركة انتقالية ـ أيْنيَّة ـ وقد تكون الحركة والتغيير في مقولة الكيف ، كالتغير الحاصل في لون التفاحة من الأخضر إلى الأصفر أو إلى الأحمر ، وكالتغير الحاصل في النفس من زيادة الحب أو البغض .... وقد تكون الحركة والتغير في كمّ الأشياء كما في النمو الحاصل في النبات والحيوان على مرور الزمان. وتسمى تلك التغييرات بالحركات العرضية.
ويوجد مضافاً إلى ما تقدم من تغيرات وحركات في أعراض الأشياء ، حركة وتغير في جواهرها أيضاً ، وتسمى بالحركة الجوهرية ، واستدل صدر المتأَلهين الشيرازي على وجود هذا النمط من الحركة بأدلة ، نقتصر على ذكر واحد منها :
إن كل ما تقدم من حالات التغيير والحركة كانت في مقولة الكم والكيف والأين ، وهي مقولات عرضية ، فلابد لها من سبب انبثقت عنه ، وحيث أنها تابعة للجوهر الذي عرضت عليه ، فلابد وأن يكون الجوهر علة لها ، وعلة المتغير المتحرك متغيَّرة ومتحركة ، وعليه فلابد وأن يكون جوهَرُ الشيء متغيراً ومتحركاً أيضاً.