الله جَل جَلاله ، إذ يجوز لنا إثبات وجوده الأقدس بطريقة عقلية استدلالية على الرغم من إنه تعالى لم يخضع بصورة مباشرة لحواسنا.
فإن رضوا لأنفسهم ذلك ولم يرضوه لنا ، كان كيلهم بمكيالين! وعلى طريقة «باؤهم تجر وباؤنا لا تجر»!
إن بإمكاننا التفريق بين الموجود المادي وبين الموجود المجرد في أن الأول يمكن الإشارة إلى جهة وجوده دون الثاني ، فلا جهة له حتى تصح الإشارة إليه.
كما أن الموجود المادي فيه استعداد وقوة على التغيُّر والتبدل بالامتداد والحركة من حالة إلى حالة أخرى ، ولذا فإن الحركة ملازمة له ، فالحبة تتحول بفعل استعدادها للتغيُّر إلى نبتة ، والنبتة إلى شجرة ، والشجرة تحمل ثمراً وهكذا ، فإن الموجود المادي في حالة تغيُّر وحركة دائبين ، بينما لا تجد هذه الحالة في الموجود المجرد على ما ذهب إليه جمهور الحكماء.