على عاتقه وهو يقول : «اللّهمّ إني احبه فأحبّه» (١).
وربما كان صلىاللهعليهوآلهوسلم يحمل الحسنين على كتفيه تارة وفي حجرة اُخرى ، بل وكان يصعدهما معه على منبره ، كما يروى عن بريدة أنّه قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يخطبنا ، إذ جاء الحسن والحسين عليهمالسلام وعليهما قميصان احمران يمشيان ويعثران ، فنزل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من المنبر فحملهما بين يديه ، ثم قال : «صدق الله حيث قال (أَنّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ) (٢) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما» (٣).
وكان صلىاللهعليهوآلهوسلم ينوه على الأشهاد بحبهما ، وعن أسامة بن زيد قال : طرقت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ذات ليلة في بعض الحاجة ، فخرج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو مشتمل على شيء لا أدري ما هو ، فلمّا فرغت عن حاجتي قلت : ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ فكشفه فأذا الحسن والحسين على وركيه ، فقال : «هذان إبناي وإبنا إبنتي ، اللّهمّ إنّي أُحبّهما فأحبّهما وأحب من يحبهما» (٤).
وفي «الأصابة» عن مسند ابي يعلى بسنده : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يصلي ، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره ، فأذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهم أن دعوهما ، فإذا قضى الصلوة وضعهما في حجره ، فقال : «من أحبني فليحب هذين» (٥).
_________________
(١) ينابيع المودة : ٢ / ٣٥ / ٩.
(٢) سورة الانفال : ٨ / ٢٨.
(٣) تاريخ ابن عساكر : ١٤ / ١٦١.
(٤) تاريخ ابن عساكر : ٤ / ١٥٥.
(٥) الإصابة في تمييز الصحابة : ٢ / ١٢.