الظليمة الظليمة الهضيمة الهضيمة من اُمّة قتلت ابن بنت نبيها (١) ، فدرن الهاشميّات حوله وجعلن يتصارخن ويبكين وكأنّي بالحوراء زينب تخاطبه :
يا جواد الحسين أين الحسين |
|
أين من كان لي عماداً ضلالا |
قال أرباب المقاتل : ولما صرع الحسين عليهالسلام سقط عن ظهر جواده إلى الأرض ، وعمل له وسادة من التراب ، فنام عليها ثلاث ساعات من النهار ، ثمّ أنه عليهالسلام أراد النهوض فلم يتمكن ، احتبى بحمائل سيفه وجلس محتبيا.
قال الراوي : وخرج غلام صغير من المخيّم وهو عبدالله بن الحسن عليهالسلام (٢) وقرطاه يتذبذبان على خدّيه ، فلحقته زينب بنت علي لتحبسه ، فأبى وامتنع امتناعاً شديداً ، فقال : لا والله ، لا افارق عمّي الحسين حتّى إذا جاء الى مصرع عمّه الحسين عليهالسلام وجلس في حجره فصاح به الغلام : ويلك أتضرب عمّي ، ثم رفع يده ليمنع الضربة عن عمّه فضربه اللعين فاتّقاها الصبي بيده فأطنها الى الجلدة وإذا هي مطلقة ، فنادى الغلام : يا عمّاه ، فأخذه الحسين وضمه إليه وقال له : يابن أخي أصبر على ما نزل بك ، واحتسب في ذلك الخير ، فإنّ الله يلحقك بآبائك الصالحين. قال : فرماه حرملة بن كاهل بسهم فوقع الغلام إلى جنب عمه الحسين قتيلاً (٣).
قال الراوي : ورمق الحسين عليهالسلام السماء بطرفه وجعل يقول :
تركت الخلق طرّاً في هواكا |
|
وأيتمت العيال لكي أراكا |
فلو قطّعتني بالحب أرباً |
|
لما مال الفؤاد الى سواكا |
__________________
(١) مقتل الحسين للمحقق الثبت السيد عبدالرزاق المقرم رحمه الله : ٢٨٣.
(٢) حسب ما جاء في ج ٢ ص ١١٠ من كتاب الإرشاد للشيخ المفيد.
(٣) بحار الأنوار : ٤٥ / ٥٤.