فقال له النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : لابد لك من الرجوع إلى الدنيا حتى ترزق الشهادة وما قد كتب الله لك فيها من الثواب الجزيل والثناء الجميل ، حبيبي يا حسين فإنّك وأباك وعمّك وعمّ أبيك تحشرون يوم القيامة في زمرة واحدة حتى تدخلون الجنة.
قال الراوي : فانتبه الحسين عليهالسلام من نومه فزعاً مرعوباً ، ورجع إلى منزله وقصّ رؤياه على أهل بيته وبني عبد المطلب ، فلم يكن في ذلك اليوم في مشرق ولا مغرب أهل بيت أشد غمّاً من آل بيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا أكثر باك وباكية ، لأنهم يريدون أن يفارقوا سيدهم وزعيمهم ، وهم مع ذلك يعلمون أن ذاك أمر من الله ومن رسوله ، إذ يقول له جدّه في منامه : يا بني لابد لك من الرجوع الى الدنيا حتى ترزق الشهادة وما قد كتب الله لك فيها من الثواب الجزيل والثناء الجميل. فكأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول له ، أي بني إنّ حياة هذه الأُمّة بشهادتك.
في الحقيقة إنّ الحسين عليهالسلام صار هو المعلم الروحاني لأُمّة جده ، فأخرج الناس من ظلمات الجهل إلى نور الهداية بقتله كما تشير بذلك الزيارة :
«أخرج عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة ، والذي جرى عليه عليهالسلام نزلت به صحف مكرمة وذلك عند موت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم».
يروى أنّه استدعى علياً ، وأعطاه اثنى عشر صحيفة ، وقال : «يا علي هذه الصحف مختومة من رب العزة لك وللأئمّة من ذريّتك ، فانظر أنت ما في صحيفتك واعمل بها». فكان أمير المؤمنين عليهالسلام بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ينظر في صحيفته ويعمل على ما فيها.
ولمّا حضرته الوفاة استدعى ولده الحسن عليهالسلام ، وأعطاه أحد عشر صحيفة وأخبره بذلك ، ولمّا أخذ الحسن عليهالسلام صحيفته عمل على ما فيها وبما أُمر به إلى أن حضرته الوفاة استدعى الحسين عليهالسلام وأعطاه عشرة صحائف وأخبره بذلك ، فعمل الحسين على ما فيها وبما اُمر به ، حتى إذا جاء كربلاء وقتلت إخوته واولاده وأنصاره وبقي وحيداً فريداً ، ناداه منادي : «يا حسين أين المهد بع نفسك وأنا