الجبن عار وفي الإقدام مكرمة |
|
والمرء بالجبن لا ينجوا من القدر |
وهو الذي أعطاه إلى علي عليهالسلام «يوم اُحد» على ما ذكره السمعاني «في كتاب الفضائل» وحمله أمير المؤمنين عليهالسلام في حروبه الثلاث ، وقاتل به ثم انتقل بعده إلى ولده الحسين عليهالسلام وكان يحارب به «يوم الطف» ، ولقد استشهد الحسين عليهالسلام على أهل الكوفة به في خطبته ، إذ قال : «أنشدكم الله هل تعلمون أن هذا سيف رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنا متقلده؟ قالوا : اللَّهمّ نعم». ولمّا إن قتل عليهالسلام تكاثرت القوم على سلبه ، فأخذه جميع بن الخلق (لعنه الله).
ثم أمر بإحضار درع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأفرغها على بدنه الشريف ، وكان اسمها الصعديَّة ، وقيل : فضة ، وقيل : ذات الفضول ، وقيل : ذات الوشاح (١) ، ولقد أعطاها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى علي عليهالسلام ، فأفرغها على بدنه الشريف أيضاً في حروبه الثلاث ، البصرة وصفين والنهروان.
ثم من بعده انتقلت إلى ولده الحسين عليهالسلام ، وقد لبسها «يوم الطف» ، ولمّا أن وعظ القوم وقال لهم فيما قال : «انشدكم الله هل تعلمون أنّ هذا درع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنا لابسها؟ قالوا : اللّهمّ نعم». ولمّا قتل سلام الله عليه أخذها عمر بن سعد قائد الجيش ولبسها ، ودخل على عيالات الحسين عليهالسلام فتقدمت زينب عليهاالسلام وقالت : يا ابن سعد أيقتل أبو عبدالله وأنت تنظر إليه؟!
__________________
(١) قال ابن الأثير في تأريخه : «إنّه كان لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم درعاً يقال له «الصعديّة» ، واُخرى يقال لها «فضة» ، واُخرى يقال لها «ذات الفضول» واخرى يقال لها «ذات الوشاح» ، انظر الكامل في التاريخ : ٢ / ٣١٦.
وفي اُسد الغابة أيضاً قال عز الدين الجزري : كان له (دروع) تسمى : ذات الفضول ، وذات الوشاح ، وغيرها ، انظر اسد الغابة : ١ / ٣٠.