ثم أمر باحضار عمامة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان اسمها «السحاب» (١) وكانت من الخزّ دكناء ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد تعمم بها يوم «بدر» و «حنين» ، ولمّا أن قبض صلىاللهعليهوآلهوسلم تعمّم بها أمير المؤمنين عليهالسلام «يوم صفين» على ما رواه نصر بن مزاحم في «كتاب صفين» (٢) ، ولمّا ضربه ابن ملجم «لعنه الله» بسيفه وفضى نحبه ورثها ولده الحسن عليهالسلام ، ثم انتقلت بعد الحسن عليهالسلام الى الحسين فتعمم بها «يوم الطف» ، ولمّا ناشد القوم في خطبته وقال فيما قال : «أيها الناس أنشدكم هل تعلمون أن هذه عمامة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنا لابسها؟ قالوا : اللّهمّ نعم».
ثم أمر باحضار حربة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكانت حربة صغيرة تشبة العكازة يقال لها العنزة ، وكانت تحمل مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الاعياد ، وتركز بين يديه فيصلّي بالناس صلاة العيد ، وكان يصحبها في أسفاره ، وذكرها عز الدين الجزري في «اُسد الغابة» (٣) ، ثم لمّا توفي صلىاللهعليهوآلهوسلم ورثها أمير المؤمنين عليهالسلام ، وكانت معه «يوم صفين» يحملها كما ذكر ذلك «نصر بن مزاحم» (٤) ، ثم لمّا استشهد عليهالسلام انتقلت إلى الحسن عليهالسلام ، ثم إلى الحسين عليهالسلام ، وكانت معه «يوم الطف» وكان اذا حمل على جيش أهل الضلال ورجع من الحرب الى مركز يتكئ عليها وهو يقول : «لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم».
أقول : بهذه الهيئة وبهذه الصفة خرج ابن رسول الله من مدينة جدّه ، وهو
__________________
(١) انظر اُسد الغابة : ١ / ٣٠.
(٢) وقعة صفين : ٤٠٣.
(٣) اُسد الغابة : ١ / ٣٠.
(٤) وقعة صفين.