«ما وقى به المؤمن عرضه فهو صدقة» وعن عائشة قالت : استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عنده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «بئس ابن العشيرة أو أخو العشيرة» ثم أذن له فألان له القول ، فلما خرج قلت يا رسول الله قلت ما قلت ثم ألنت له القول ، فقال يا عائشة : «إن من شر الناس من يتركه الناس اتقاء فحشه» رواه البخاري.
وروى قوله صلى الله عليه وسلم «إنا لنكشر (نبتسم) فى وجوه قوم وإن قلوبنا لتقليهم» (تبغضهم).
(وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ) أي عقاب نفسه ، وفائدة ذكر (نفسه) الإيماء إلى أن الوعيد صادر منه تعالى وهو القادر على إنفاذه ولا يعجزه شىء عنه.
وفي ذلك تهديد عظيم لمن تعرض لسخطه بموالاة أعدائه ، لأن شدة العقاب بحسب قوة المعاقب وقدرته.
(وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ) أي وإلى الله مرجع الخلق وجزاؤهم ، فيجزى كلا بما عمل (قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) أي إنه سبحانه يعلم ما تنطوى عليه نفوسكم إذ توالون الكافرين أو توادّونهم أو تتقون منهم ما تتقون ، فإن كان ذلك يميل بكم إلى الكفر جازاكم عليه ، وإن كانت قلوبكم مطمئنة بالإيمان غفر لكم ولم يؤاخذكم على عمل لا جريمة فيه على الدين ولا على أهله ، وهو إنما يجازيكم بحسب علمه المحيط بما في السموات والأرض ، لأنه الخالق لها كما قال : «أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ».
(وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فهو يقدر على عقوبتكم فلا تجسروا على عصيانه وموالاة أعدائه ، إذ ما من معصية خفيّة كانت أو ظاهرة إلا وهو مطلع عليها قادر على عقاب فاعلها (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً ، وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً) أي احذروا يوم تجد كل نفس عملها من الخير حاضرا لديها ،