(٣) إنهم لو انبغى واستطاعوا حمله وتأديته لما وصلوا إلى ذلك ، لأنهم بمعزل عن استماع القرآن حال نزوله.
(فَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (٢١٣) وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (٢١٤) وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢١٥) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (٢١٦) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٢١٧) الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ (٢١٨) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (٢١٩) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٢٢٠))
المعنى الجملي
بعد أن بالغ سبحانه فى تسلية رسوله صلى الله عليه وسلم وأقام الحجة على نبوته ، ثم أورد سؤال المنكرين وأجاب عنه ـ أردف ذلك أمره بعبادته وحده وإنذار العشيرة الأقربين ومعاملة المؤمنين بالرفق ، ثم ختم هذه الأوامر بالتوكل عليه تعالى وحده ، فإنه هو العليم بكل شئونه وأحواله.
روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضى الله عنه قال : لما أنزل الله : «وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ» أنى النبي صلى الله عليه وسلم الصفا فصعد عليه ثم نادى يا صباحاه ، فاجتمع الناس إليه ، بين رجل يجىء إليه ورجل يبعث رسوله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا بنى عبد المطلب ، يا بنى فهر ، يا بنى لؤى ، أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتمونى؟ قالوا نعم ، قال : فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد ، فقال أبو لهب : تبّا لك سائر اليوم ، أما دعوتنا إلا لهذا؟» وأنزل الله تعالى : «تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ».