الذي ارتكبه ، بل سيضاعف له ربه العذاب يوم القيامة ويجعله خالدا أبدا فى النار مع المهانة والاحتقار ، فيجتمع له العذاب الجسمى والعذاب الروحي.
وبعد أن أتم تهديد الفجار على هذه الأوزار أتبعه بترغيب الأبرار فى التوبة والرجوع إلى حظيرة المتقين فيفوزون بجنات النعيم فقال :
(إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) أي لكن من رجع عن هذه الآثام مع إيمانه وعمله الصالحات فألئك يمحو الله سوابق معاصيه بالتوبة ويثبت له لواحق طاعته.
قال الحسن : قال قوم هذا التبديل فى الآخرة وليس كذلك.
وقال الزجاج : ليس يجعل مكان السيئة الحسنة ، ولكن يجعل مكان السيئة التوبة ، والحسنة مع التوبة.
وروى أبو ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم «إن السيئات تبدل بحسنات» ، وروى معاذ أنه صلى الله عليه وسلم قال : «أتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن».
والخلاصة ـ إنه يعفو عن عقابه ، ويتفضل بثوابه ، والله واسع المغفرة لعباده ، فيثيب من أناب إليه بجزيل الثواب ، ويبعد عنه شديد العقاب.
(وَمَنْ تابَ وَعَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتاباً) أي ومن تاب عن المعاصي التي فعلها ، وندم على ما فرط منه ، وزكى نفسه بصالح الأعمال ، فإنه يتوب إلى الله توبة نصوحا ، مقبولة لديه ، ماحية للعقاب ، محصلة لجزيل الثواب ، إلى أنه ينير قلبه بنور من عنده يهديه إلى سواء السبيل ، ويوفقه للخير ، ويبعده عن الضير.
وفى هذا تعميم لقبول التوبة من جميع المعاصي بعد أن ذكر قبولها من أمهاتها.
(٧) (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً) أي والذين لا يؤدون الشهادات الكاذبة ، ولا يساعدون أهل الباطل على باطلهم ، ويكرمون أنفسهم عن سماع اللغو وما لا خير فيه كاللغو فى القرآن وشتم الرسول والخوض فيما