يعبدون الله بالليل والنهار لا يفترون ، وبذا يستنير قلبه إلى ما هو أرفق به فى دينه ودنياه ، وتحصل له قوة إلهية تجعله يهتدى إلى ما يريد ، ومن ثم جاء فى الأثر حكاية عن الله تعالى : «من شغله ذكرى عن مسألتى أعطيته أفضل ما أعطى السائلين».
الإيضاح
دعا إبراهيم ربه أن يؤتيه من فضله أجمل الأخلاق وأكمل الآداب ، فطلب إليه أمورا هي :
(١) (رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً) أي ائتني معرفة بك وبصفاتك ، ومعرفة للحق لأعمل به.
(٢) (وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) أي ووفقني للعمل فى طاعتك ، لأنتظم فى سلك المقربين إليك ، المطيعين لك ، وقد أجاب الله دعاءه كما قال : «وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ».
روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فى دعائه : «اللهم أحينا مسلمين ، وأمتنا مسلمين ، وألحقنا بالصالحين ، غير خزايا ولا مبدّلين».
(٣) (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) أي وخلّد ذكرى الجميل فى الدنيا بتوفيقى لصالح العمل ، فأكون قدوة لمن بعدي إلى يوم القيامة ، وقد أجاب الله دعاءه كما قال : «وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ. سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ. كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ».
ومن ثم لا نرى أمة إلا محبة لإبراهيم وتدّعى أنها على ملته ، وقد جاء من ذريته كملة الأنبياء وأولو العزم منهم.
وختم ذلك بمجدّد دينه ، وداعية الناس إلى التوحيد وهو محمد صلى الله عليه وسلم.
وبعد أن طلب سعادة الدنيا طلب ثواب الآخرة فقال :