لا ينبغى ، وكان عمر بن الخطاب يجلد شاهد الزور أربعين جلدة ، ويسخم وجهه ، (يطليه بمادة سوداء) ويحلق رأسه ويطوف به السوق.
ونحو الآية قوله : «وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ ، وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ».
(٨) (وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً) أي والذين إذا ذكّروا بها أكبوا عليها سامعين بآذان واعية ، مبصرين بعيون راعية.
وفى هذا تعريض بما عليه الكفار والمنافقون الذين إذا سمعوا كلام الله لم يتأثروا به ولم يتحولوا عما كانوا عليه ، بل يستمرون على كفرهم وعصيانهم ، وجهلهم وضلالهم ، فكأنهم صمّ لا يسمعون ، وعمى لا يبصرون.
(٩) (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) أي والذين يسألون الله أن يخرج من أصلابهم من يطيعه ويعبده وحده لا شريك له ـ وصادق الإيمان إذا رأى أهله قد شاركوه فى الطاعة قرت بهم عينه ، وسر قلبه ، وتوقّع نفعهم له فى الدنيا حيا وميتا ، وكانوا من اللاحقين به فى الآخرة ويسألون أيضا أن يجعلهم أئمة يقتدى بهم فى إقامة مراسم الدين بما يفيض عليهم من واسع العلم ، وبما يوفقهم إليه من صالح العمل.
روى مسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : ولد صالح يدعو له ، وعلم ينتفع به من بعده ، وصدقة جارية».
والخلاصة ـ إنهم طلبوا من ربهم أمرين ـ أن يكون لهم من أزواجهم وذرياتهم من يعبدونه فتقربهم أعينهم فى الدنيا والآخرة وأن يكونوا هداة مهتدين ، دعاة إلى الخير ، آمرين بالمعروف ، ناهين عن المنكر.
ولما بين سبحانه صفات المتقين المخلصين ذكر إحسانه إليهم بقوله :