والأرض والسموات ، ويحشر الناس من قبورهم للعرض والحساب ، فيعض الكافر على يديه نادما على مافات ويتمنى أن لو كان قد أطاع الرسول فيما أمر ونهى ولم يكن قد أطاع شياطين الإنس والجن الذين أضلوه السبيل وخذلوه عن الوصول إلى محجة الصواب.
الإيضاح
(وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ) أي واذكر أيها الرسول لقومك أهوال هذا اليوم حين تكون شمسنا وكواكبنا والشموس الأخرى وسياراتها أشبه بالغمام ، لأنها تصير هباء متفرقة فى الجو وترجع سيرتها الأولى أي تتحلل وترجع فى الجو كما كانت ويختلى نظام هذا العالم المشاهد كما قال تعالى : «وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً. وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً».
(وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً) بصحائف أعمال العباد ، لتقدّم لدى العرض والحساب ، وتكون شاهدة عليهم لدى فصل القضاء.
(الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ) أي الملك الحق فى هذا اليوم ملك الرحمن ، فله السلطان القاهر ، والاستيلاء العام ظاهرا وباطنا ، ولا ملك لغيره فى هذا اليوم وهو الذي يقضى بين عباده بالعدل ، ولا شفيع ولا نصير : «الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ».
ثم ذكر الهول الذي ينال الكافرين حينئذ فقال :
(وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً) أي وكان ذلك اليوم شديد الهول على الكافرين ، لأنه يوم عدل وفصل للقضاء ، وهو على المؤمنين يسير ، لما ينالهم فيه من الكرامة والبشرى ، وفى الحديث «إنه يهون يوم القيامة على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة صلّاها فى الدنيا».