سورة العنكبوت
هى مكية إلا من أولها إلى قوله : «وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ» فمدنية ، نزلت بعد سورة الروم ، آيها تسع وستون.
ووجه اتصالها بما قبلها من وجوه :
(١) إنه ذكر فى السورة السالفة استعلاء فرعون وجبروته ، وجعله أهلها شيعا ، وافتتح هذه السورة بذكر المؤمنين الذين فتنهم المشركون ، وعذبوهم على الإيمان ، دون ما عذب به فرعون بنى إسرائيل ؛ تسلية لهم بما وقع لمن قبلهم ، وحثا لهم على الصبر ، كما قال : «وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ».
(٢) ذكر فى السورة السابقة نجاة موسى من فرعون وهربه منه ثم عوده إلى مصر رسولا نبيا ، ثم ظفره من بعد بغرق فرعون وقومه ونصره عليهم نصرا مؤزّرا ، وذكر هنا نجاة نوح عليه السلام وأصحاب السفينة وإغراق من كذبه من قومه.
(٣) نعى هناك على عبدة الأصنام والأوثان ، وذكر أنه يفضحهم يوم القيامة على رءوس الأشهاد ـ وهنا نعى عليهم أيضا وبيّن أنهم فى ضعفهم كضعف بيت العنكبوت.
(٤) هناك قص قصص قارون وفرعون ، وهنا ذكرهما أيضا ، وبين عاقبة أعمالهما.
(٥) ذكر هناك فى الخاتمة الإشارة إلى هجرة النبي صلى الله عليه وسلم فى قوله : «إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ» ، وفى خاتمة هذه أشار إلى هجرة المؤمنين بقوله : «يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ».