(وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ (٣١) قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (٣٢) وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (٣٣) إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (٣٤) وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٣٥))
تفسير المفردات
القرية : هى سذوم ، الغابرين : الباقين ، وهو لفظ مشترك فى الماضي والباقي ؛ يقال فيما غير من الزمان : أي فيما مضى ، ويقال الفعل ماض ، وغابر : أي باق ، سىء بهم :
أي جاءته المساءة والغم بسببهم مخافة أن يقصدهم قومه بسوء ، ضاق بهم ذرعا : أي عجز عن تدبير شئونهم ، يقال طال ذرعه وذراعه على الشيء إذا كان قادرا عليه ، ومثله رحب ذرعه ، وضده ضاق ذرعه ، لأن طويل الذراع ينال ما لا يناله قصيره ، والرجز : العذاب الذي يقلق المتعذب أي يزعجه من قولهم : ارتجز فلان وارتجس : أي اضطرب.
المعنى الجملي
لما استنصر لوط عليه السلام بربه بقوله : (رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ) استجاب دعاءه وبعث لنصرته ملائكة ، وأمرهم بإهلاك قومه ، وأرسلهم من قبل بالبشرى لإبراهيم فجاءوه وبشروه بذرية طيبة ثم قالوا له : إنا مهلكو أهل هذه القرية لتمادى أهلها فى الشر وإصرارهم على الكفر والمعاصي ، فأشفق إبراهيم على لوط وقال إن