وبمقدار ما تصبرون على هذا الاختبار وتفوزون بالنجاح فيه يكون مقدار الجزاء والثواب ، وتلك سنة الله فيكم وفى الأمم من قبلكم ، وتاريخ الأديان ملىء بأخبار هذا البلاء وما لقيه المؤمنون من المكذبين بالرسل.
(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا؟) أي بل أيظن هؤلاء الذين يجترحون الإثم والفواحش أن يفوتونا ، فلا نقدر على مجازاتهم ، ولا نستطيع أن نجرى العدل فيهم ، وما قضت به سنتنا فى الظالمين بأخذهم أخذ عزيز مقتدر؟.
قال ابن عباس : يريد الوليد بن المغيرة وأبا جهل والأسود والعاص بن هشام وعتبة والوليد بن عتبة وعتبة بن أبى معيط وحنظلة بن أبى سفيان والعاص بن وائل.
(ساءَ ما يَحْكُمُونَ) أي بئس حكما يحكمونه هذا الحكم ، وكيف يدور ذلك بخلدهم وإنا لم نخلق الخلق سدى ، بل رييناهم وهذبناهم بضروب من التهذيب والعلم ، لعلهم يلمحون فى هذا العالم نور جمالى وجلالى.
(مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٥) وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ (٦) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (٧))
تفسير المفردات
يرجو : أي يطمع ، لقاء الله : أي نيل ثوابه وجزائه ، أجل الله : الوقت المضروب للقائه ، جاهد أي بذل جهده فى جهاد حرب أو نفس.