إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٧) إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١٨))
تفسير المفردات
الأعراب : سكان البادية ، آمنّا : أي صدقنا بما جئت به من الشرائع ، وامتثلنا ما أمرنا به ، فالإيمان هو التصديق بالقلب. أسلمنا : أي انقدنا لك ، ودخلنا فى السّلم وهو ضد الحرب : أي فلسنا حربا للمؤمنين ، ولا عونا للمشركين ، لا يلتكم : أي لا ينقصكم ، يقال : لاته يليته إذا نقصه ، حكى الأصمعى عن أم هشام السلولية «الحمد لله الذي لا يفات ولا يلات ولا تصمّه الأصوات» يمنون عليك : أي يذكرون ذلك ذكر من اصطنع لك صنيعة ، وأسدى إليك نعمة.
المعنى الجملي
بعد أن حثّ الناس على التقوى ـ وبّخ من فى إيمانه ضعف من الأعراب الذين أظهروا الإسلام وقلوبهم وغلة ، لأنهم كانوا يريدون المغانم وعرض الدنيا ، إذ جاءوا فى سنة مجدبة ، وكانوا يقولون لرسوله صلّى الله عليه وسلم : جئناك بالأثقال والعيال ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان ، يريدون بذكر ذلك الصدقة والمنّ على النبي صلّى الله عليه وسلم ، فأطلع الله نبيه على مكنون ضمائرهم ، وأنهم لم يؤمنوا إيمانا حقيقيا ، وهو الذي وافق القلب فيه اللسان ، وأمرهم أن يقولوا : استسلمنا وخضعنا ، ثم أخبرهم بأنهم إن اتقوا الله حق تقاته وفّاهم أجورهم كاملة غير منقوصة ، ثم بين أن من علامة الإيمان الكامل التضحية بالنفس والمال فى سبيل الله ببذلهما فى تقوية دعائم الدين وإعلاء شأنه وخضد شوكة العدو بكل السبل الممكنة ، ثم أعقب هذا بأن الله يعلم ما هم عليه من إيمان ضعيف